توالدت مدن الياسمين والأودية الزرقاء...
ومرة أخرى،
هذه المرة لم ينطفئ الحب، انطفأ القلب...
حدث الحب فجأة ولم ينتظر
أغلق كل صباحاته...وأخذ كل منا قطاره..ومضى...
الآن فقط يمكنني أن أقول ان الحب ونحن كنا دائما بحالة رحيل...
وكل المدن التي منحتنا ودها...ذبحتنا بعد حين...
وكل البوابات أدخلتنا لتسكننا دروبا حزينة وماطرة...
لا شيء سوى فراغ المدن الزجاجية...وبقايا أحلام...
لا شيء سوى رائحتكَ تملأ المدى...
اسطنبول،،،،
وأقف ذاهلة في الأشياء أن تبعثري، تشكلي بأحجام أخرى وألوان أخرى...
أصرخ في وجه مدينتي أن أعيديهِ...
وتصمت كل المدن...
لكن السؤال يتواصل رنينه الجارح في داخلي: من لي بعدكَ؟
من يوقف طواحين الحزن التي يشتد دورانها حولي؟
ومن يعلمني حدود الفرح حين يواجه البكاء؟
أجلس اللحظة عارية من كل الدفء ومراسيم الفرح ومن الأحلام...
أتذكر تلك الجملة التي حملتها الي رسالتكَ ذات صيف
[أيتها الحالمة لا توقفي الحلم فليس بمقدورنا أن نحيا بلا أحلام].
وتخرج الكلمات متعبة لتعلن لك أنه لم يعد بمقدوري أن أحلم
كيف لي أن أحلم دونك؟
وأن أعيد تشكيل حلم كبير توقف َ كان أنت؟
أنتَ...وذاكرتي المشحونة بالبعد الأزرق والأيام الرمادية تتواصل مرارتها في حلقي...
أنتَ...وأشيائي بعدك صامتة يغلفها الوجع...
وأخطئ اذ أنتظر أن تعود...
وأنسى أن من يرحلون بارادتهم لا يعودون ولو أفنينا العمر انتظارا لهم...
وها انا أحبك من جديد واكثر مما توقعت...
يسكنني وجهك ورائحة اشيائك...
رائحة جسدك وانا انام في صدرك تذكرني بأني امرأة فقدتك...
وفقدتْ سرير انوثتها...
وأجرب أن أنسى وأتعزى .ب(......-)عنك
لكني أكتشف انك رجل
يصعب معه النسيان
ويؤلم معه التذكر
فكم يلزمني من الأيام لأنسى؟
وأي المدن ستنسيني...؟
وانا أغرق في رائحتك وتفاصيل تلك اللحظات التي جمعتنا
أتذكر تلك المرأة التي جربت تصرح بعد ان وصلت الى قمة المجد وفشلت في حبها:
"ليس صحيحا الى حد كبير أن الأيام تنسينا الأحزان وتضمد جراحنا العاطفية وتحمل الينا العزاء."
صدقت ,,
فكيف ستنسيني اياك الأيام؟
برجل آخر وأنا التي اختصرت فيك كل الرجال؟
أم بحلم أعرف مسبقا انه سيكون قبض الريح اذ كنت كل الحلم؟
يوم رايتُ ذاك الرجل...
رحت أتبعه...بدا لي من الخلف كأنه أنت...
بقيت أتبعه وانا أنتظر أن يمتد سحر رائحتك فيملأ حواسي...
اقتربت منه أكثر...كدت الامس كتفه...
لكن شيئا ما أيقظني...اكتشفت أنني اتبع رجلا غيرك...اذ لم تكن رائحتك...كانت رائحة أخرى...
اللحظة أبحر في جسدك...
أتشمم رائحة أشيائك الصغرى...
أشياؤك في كل مكان...
هنا سريرنا،مازالت رائحتك تنبعث منه...أضم الوسادة التي كنت تضمها بين يديك وانت تتأملني كلما رحت اسرح شعري...
كنتَ تقول لي دائما:كم أحب شعركِ.له سحر يجعلني أنسى انك امرأة...أتصوركِ عروس البحر...كنت أقول لك: أتؤمن بعروس البحر؟وكنت َ تجيبني: حينما أراكِ نعم أصدق بوجودها....
كم كنت رائعا يا رجلا ابحث عنه في أشيائه...عن حب حولني الى كائن لا يستوعب معنى أن تستدرجنا أحلامنا نحو غياب مؤكد...
تغزوني رائحتك...
اقوم يسبقني خيالك الى كل الأشياء...
تبتسم وأنت تفتح لي ذراعيك على ذاك الكرسي قرب سريرأحلامنا...
أركض نحوك واذا بي يضمني الفراغ وصدى كلماتك يتردد يأذني:
اقرئي لي قصيدة To his lover-...تلك التي أحب...
كنتُ اتلوها عليك بالاتينيه وانا أجلس على ركبتيك وأمد ذراعي نحوك...
Shall I compare thee to a summer’s day
Thou art more lovely and more temperate
Rough winds do shake the darling buds of May
And summer’s lease hath all too short a date
Sometimes too hot the eye of heaven shines
And often is his gold complexion dimm’d
And every fair from fair sometime declines
By chance, or nature’s changing course, untrimm’d
But thy eternal summer shall not fade
Nor lose possession of that fair thou owest
Nor shall Death brag thou wander’st in his shade
When in eternal lines to time thou growest
So long as men can breathe , or eyes can see
So long lives this, and this gives life to thee
لم أكن أتقنها بالعربية جيدا...وقررت بعدها أن أحفظها بالعربية...
أذكر انني أخبرتك يوما أنني احضر لك مفاجأة...شددتك الى الكرسي ذاته، طلبتُ ان تغمض عينيكَ ورحت أقرأ بعربية:
من ذايقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمىوأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهىجذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدودولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فىوجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميلسيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى مااعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهوبظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامتالأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراًيغدق
................................
وحين توقفتُ ,,
ضممتني وأنت تقول: رائع صوتك كان أشبه ما يكون بصوت آت من السماء.
قلتُ لك ضاحكة: حتى أؤكد لك أنني لستchinaولساني عربي النطق.^__^
كيف حدث ان كنتُ أنا اللحظة أجلس لأكتب عنك ولأقول لك أشياء بلغة الألم لم أتصور يوما أني سأتقنها وأني سأتمكن من الكتابة بها؟
كيف يحدث هذا معي وأنا التي لم أتقن غير لغة-شكسبير ومارلو؟
ما حدود الحب؟
وما حدود الموت؟
أسألك بعد كل الذي حدث وأتجول في أرجاء هذه الغرفة باحثة عنك في أشيائك...
وفي رائحتك...
واذا انت تسكن ذاكرتي ...تتوحد بي...
من قال ان البعد وحده ينتصر فقد أخطأ.
اكتشفت بعد كل الذي حدث أن ذاكرتنا تهزم المسافات...
وحدها تظل تختزن كل الأزمنة، كل الحب وكل الجنون...
الذين نحبهم لا يموتون ولا يرحلون...
وذاكرتي عالم كبير...أستقبلك فيها...أحدثك...نتذاكر أشياء ...
تبتسم...وأراك ايضا ملوحا بكفك وفي عينيك دمعة...
يا لهول ذاكرتي...
(ان الذاكرة هي الفردوس الذي لا يستطيع أحد طردنا منه كما أنها الجحيم الذي نعجز عن الهرب منه.
هذا ما توصل اليه-سبالدينغ- بعد أن خبر الحياة...
أتكون ذاكرتي جحيما وهي تحتفظ بك؟
خاطئة فلسفتك سيدي فأنت ما عرفت-(يــ....)- وما أحببته مثلي...
من يعرف رجلا ك-( يــ....)- يصعب عليه تجاهله...
رجل يصعب معه االحب
ويصعب معه النسيان.
صوتك وأنت تخبرني عن تلك الحوادث يتردد في اروقة قلبي المحبة لك
كل ما حولي يذكرني بك حد البكاء.
-بيتهوفن- والسمفونية الخامسة والبحر يمتد نحونا وصوتك يملؤني فاءذا انا نورس يحلق في فضاء بعيد...
أتذكر يوم أسكنتني صدرك في البحر ورحت تقرأ...
حينما تضحك في الروح امراة...
أشتهي صدرا لهذا النورس الهائم لكي يقر
عندما تضحك في النور امرأة
أشتهي غيما على نافذتي
كي أهب الروح المطر...
.............................
لرسائلك رائحة الحب،
ولــ" اسطنبول" وجه امراة عاشقة
وبلهفة أضم الالة الجامدة ذات الغلاف المكسور وخيط المطاط !!
وبلهفة أضم رسائلك...
أتحسسها بيدين مرتعشتين وأعيد قراءتها...
لم أعد أذكر كم مرة قرأتها...
كن بخير ....
هذا كل ما احتاجه لأكن بخير
رحيلــــــ,,,, لمدن عينيك فقط
.