لا تقل لابنك يا غبي فهو ليس
سببا فيما هو عليه من تأخر الفهم أو بطء الاستيعاب, كما أن الوراثة وحدها
ليست سببا أو طرفا أساسيا في نقص ذكائه, ولكن السبب الرئيسي في ذلك
يرجع,كما يؤكد العلماء, إلي إهمال تغذيته ..
بالأطعمة الجيدة التي تساعده علي الاستذكار والتعلم وتنشط مخه, فقد أثبت
العديد من الدراسات أن الغذاء يلعب دورا مهما في تدعيم ذكاء الأطفال خاصة
في السنوات الأولي من العمر.
ووفقا لما تقوله الدكتورة سحر العقبي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث
في مصر, فإن الغذاء الصحي المتوزان يمثل دورا رئيسيا في تنمية مستوي
الاستذكار والتعلم لدي الطفل, وأن الطفل الذي لا يتناول غذاء صحيا يعد أكثر
عرضة لفقد نسبة من ذكاؤه الذي ورثه عن والديه, وإذا كان الذكاء تحدده
عوامل وراثية وبيئية, فإن الغذاء يحافظ عليها وينميها, وهناك العديد من
الأطعمة التي يمكن ان تقدمها الأم لطفلها لمساعدته علي تنشيط مخه والحفاظ
علي ذكائه وتنميته, ومساعدته علي التعلم والاستذكار. ويأتي السمك في مقدمة
هذه الأطعمة, لاحتوائه علي عناصر مهمة مثل اليود الذي يفيد في الحفاظ علي
سلامة الجهاز العصبي, ويؤدي نقص اليود إلي ضعف استيعاب الطفل لدروسه
والشعور بالتعب والتأخر العقلي, والسمك يحتوي أيضا علي أحماض دهنية مفيدة
من نوع أوميجا3 التي تعتبر أساسية لنمو المخ وتحسين وظيفته, وتوجد بشكل خاص
في أسماك السردين, ويعتبر عنصرا الكالسيوم والبوتاسيوم ضروريين في نقل
الإشارات العصبية من المخ لباقي أعضاء الجسم, وهو عامل مهم في ذكاء الطفل,
كما توجد هذه العناصر في البقوليات والسبانخ, والخوخ, والمشمش المجفف. كما
تعد اللحوم الحمراء, والبيضاء والكبدة من أهم مصادر الحديد الذي يلعب دورا
مهما في تنشط خلايا المخ.
وتنصح الدكتورة سحر العقبي بتقليل نسبة الدهون في الأغذية التي يتناولها
الطفل, لأن زيادتها بالجسم تزيد من فرصة تراكمها علي جدران الشرايين, مما
يقلل من معدل تدفق الدم للمخ ويؤثر سلبا علي نسبة ذكاء الطفل واستعداده
للاستذكار, خاصة أن الدراسات العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يعانون السمنة
أقل ذكاء بنسبة25% مقارنة بغيرهم, لذلك ينبغي الطهو بزيت الزيتون لاحتوائه
علي فيتامينE والذي يزيد من تدفق الدم إلي الدماغ مما ينشط الدورة
الدموية, فضلا عن حماية أنسجة المخ من التلف. وتؤكد أن الرضاعة الطبيعية
عامل أساسي في تنشيط مخ الطفل, فقد ثبت أن درجة ذكاء الأطفال الذين رضعوا
طبيعيا أكبر من الذين تناولوا اللبن الصناعي.
ويري الدكتور حسام ابراهيم استاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة, أنه
بالرغم من أهمية الغذاء السليم الذي يحتوي علي الفيتامينات والأملاح
المعدنية والبروتين لذكاء الطفل, إلا أنه ينبغي علي الأم ألا تنتظر طفلا
عبقريا نتيجة تناول هذه الاغذية, لأن هناك عددا من المحددات الأخري التي
تحكم ذكاء الطفل منها الوراثة والبيئة المحيطة بالطفل ومهاراته الشخصية.
ويشير الدكتور ابراهيم إلي أهمية مضادات الأكسدة في حماية خلايا المخ, وهي
توجد في الجزر والمشمش واللبن والفول السوداني, موضحا انه منذ وجود الطفل
جنينا في رحم أمه يتحدد ذكاؤه من غذائه أيضا, وذلك عن طريق الغذاء الذي يصل
له عن طريق المشيمة, ويعد البروتين الحيواني عنصرا أساسيا لبناء مخ
الجنين, لذا ينصح بضرورة تناول وجبة الإفطار يوميا بشكل خاص لأنها الوجبة
التي تعطي للجسم الطاقة الاساسية, فالأطفال الذين لا يتناولون هذه الوجبة
أقل تركيزا في دروسهم وبمدارسهم مقارنة بالذين يحرصون عليها, وشرب الماء
والعصائر الطبيعية بكثرة, بدلا من المشروبات الغازية, مع الحرص علي تناول
الأسماك مرة أسبوعيا علي الأقل, وتجنب الأطعمة الملوثة المبيدات والملوثة
بالرصاص كالخبز الذي يباع بالطرق والشوارع المزدحمة مروريا لأنه يتراكم في
أنسجة المخ ويضر بذكاء الطفل.
[img][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][/img]