الغزل العذري
نشات ظاهرة الغزل العذري منذ العصر الجاهلي ونضجت هذه الظاهرة في العصرالاموي وكانت تعبيرا عن الحب العفيف.
مفهوم الغزل العذري
هو غزل طاهر عفيف يصور فيه الشاعر مكابدة العشق والم البعدعن الحبيبة ولا يحفل فيه بجمال المراة الجسديبقدر ما يحفل بقوة اسرها وجاذبيتهاويقتصر فيه على محبوبة واحدة يخلص لها طوال حياته.
نشأته
ينسب هذا اللون من الغزل إلى بني عُذرة الذينكانوا يسكنون بوادي القرى شمال المدينة المنورة ويرويأن سعيد بن عقبة سألاعرابيا ممن الفتى ؟ قال من قوم اذا عشقوا ماتوا ، قال غُذري ورب الكعبة فممّذاكقال الاعرابي في نسا ئنا صباحة ، وفي فتياننا عفة، وقد ترددت أخبار عشقهم ،فوصفوا بأنهم أشد خلق اللهعشقاً فكانوا مضرب الامثال في شدة الحب وصدقه وقدجمعوا الى رقة القلوب شدة العشق عفافاً وتحرجاًمن المآثم . لكن هذا الحب العذريلم يكن مقصورا على بني عُذرة ، فقد شاع أيضاً في بعض القبائل ومنهابنو عامرالذين سكنوا في اطراف نجد وظهر فيهم مجنون ليلى( قيس بن الملوح) وترجع بدايات هذاالغزل الىالعصر الجاهلي ولكنه ترعرع في هذا العصر حين طرأت على المجتمعالاسلامي في الحجاز عواملاجتماعية وسياسية فقد شاع في حواضر الحجاز الغنىوالترف واللهو ، بينما اهل البادية الحجازيةفقراء لم يتح لهم اللهو وقدانقطعوا عن حياتهم الجاهلية وتأثروا بالاسلام وبالقران خاصة فنشأ في نفوسهمشيءمن التقوى . فأدى بهم الى شيء من المثل الاعلى في الحياة الخلقية وظهر بينهم الزهد، والغزل العفيف بعيـداً عن ألوان الفساد .
وكان من نتيجة التحول في الحياة انظهر شعراء لا يصفون الملذات وانما يتصدون الى وصف العواطف الحارةالصادقة التيتعذب صاحبها دون أن تتيح له لذة مادية حسية وانما اللذة الوحيدة التي يجنيها هي لذةالالمفي الحب ولوعة الاشتياق إلى المحبوبة ولهذا اللون من الغزل جذور في العصرالجاهلي ولكنه اصبح فنّاًمستقلاً في العصر الاموي على الرغم من ان غزلالعذريين من الجاهايين فيه ما في غزل العذريين من الامويينمن صدق العاطفةوحرارتها ، والاقتصار على محبوبة واحدة والاهتمام بجمال المراة المعنوي اكثر منالعنايةبجمالها الجسدي وتنقّل الشاعر في تعبيره عن حبه بين شوقه والمه وصدّالمحبوب ووصاله والامل في هذاالحب واليأس من الوصول الى الحبيب ويذكرون ان الفتيانكثيرا ما كانوا يخالطون قريباتهم وبنات اعمامهماو كانوا ينشأون معا في بيت واحدفاذا كبر الفتى ونضجت الفتاه تحابا كما احب ( عروة بن حزام )
ابنة عمه ( عفراء) ( والمرقش الاكبر ) ابنة عمه ( اسماء).
وكان اللقاء الاول يتم اما في السفرالترحال والمرور بديار الفتاة او الفتى او في المراعي كما الحال في حب قيس بنالملوح ابنة عمه ليلى وهما يرعيان الغنم ويدل على ذلك:
تعلقت ليلى وهـي ذاتُ تمائـمً
ولم يبدُ للاتراب من ثديها حجمُ
صغيرين نرعى البهم ياليت أنّنا
الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ